الوداد ضد مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية 2025.. خطة بنهاشم لمواجهة استحواذ غوارديولا

أنهى نادي الوداد المغربي مراحله التحضيرية الأخيرة استعدادًا للقاء مانشستر سيتي في انطلاقة مشوارهما بكأس العالم للأندية 2025، حيث يحتضن ملعب “لينكولن فاينانشل فيلد” بمدينة فيلادلفيا الأمريكية هذه المواجهة المرتقبة، مساء الأربعاء.
وضع المدرب محمد أمين بنهاشم ترتيباته الفنية النهائية عبر جلسة تحليل بالفيديو، حرص خلالها على استعراض مفصّل للنهج التكتيكي لمانشستر سيتي، مستهدفًا تعرية مكامن القوة والخلل في منظومة بيب غوارديولا، وذلك في محاولة لتعزيز الفهم الخططي لدى اللاعبين قبل الدخول في أولى اختبارات البطولة.
وأكدت مصادر مقربة من بعثة الوداد أن هذه الحصة الفنية شكلت أطول جلسة منذ وصول الفريق إلى الولايات المتحدة، حيث ركز الطاقم التقني على آليات التمركز الدفاعي، وتكتيكات الحد من فعالية استحواذ الفريق الإنجليزي، مع تعزيز سرعة التحولات عند امتلاك الكرة.
واصل الفريق تدريباته في منشآت مدرسة “لاندون” قرب واشنطن، وسط التزام واضح من المجموعة، بينما يراهن بنهاشم على رفع الجاهزية الذهنية والبدنية لرجاله من أجل تقديم أداء يليق بصورة الكرة المغربية في محفل عالمي بهذه القيمة.
اعتمد بنهاشم على تشكيلة دفاعية ثلاثية تتكون من جمال حركاس، عبد المنعم بوطويل، واللاعب الهولندي بارت ماييرز، سعيًا لتحصين المناطق الخلفية أمام ضغط هجومي متوقع من ثلاثي مانشستر سيتي الهجومي بقيادة إيرلينغ هالاند وعمر مرموش.
وركّز المدرب خلال الحصص التدريبية على تجنب الأخطاء في العمق الدفاعي، إذ أبلغ لاعبيه بأن التساهل في الشق الهجومي قد يُغتفر، لكن التهاون في التغطية الدفاعية مرفوض تمامًا لأنه قد يكلف الفريق التوازن في لحظات حاسمة.
على مستوى الهجوم، تسبب تأخر التحاق المهاجم السوري عمر السومة بتشكيلة الوداد في إحداث تغيير تكتيكي اضطراري، ما دفع المدرب للاعتماد على الغاني أوبينغ الذي تألق بثلاثية في لقاء ودي أمام سانت لوران الكندي، فيما جهّز الثنائي حمزة الهنوري وكاسيوس مايلولا للمشاركة كأوراق بديلة في النصف الثاني من المباراة.
يدخل الوداد هذه المواجهة أمام خصم يُعرف بسيطرته المطلقة على مجريات اللعب، إذ سجل مانشستر سيتي أعلى نسبة استحواذ في الدوريات الأوروبية الكبرى خلال موسم 2024-2025 بنسبة بلغت 61.6% بحسب بيانات شبكة “أوبتا”، مع تفوقه في الضغط المتقدم والتمرير السريع المنظم.
أوصى بنهاشم لاعبيه بالاعتماد على تكتل دفاعي صارم لاحتواء زحف لاعبي السيتي، مع اللعب على المرتدات عند استرجاع الكرة، مؤكدًا أن فرض الاستحواذ في مواجهة فريق بهذا الحجم يبقى هدفًا غير واقعي، لكن التنظيم الجيد والانضباط الدفاعي يمكن أن يصنع الفارق.
يملك بنهاشم خبرة طويلة في الملاعب، فقد بدأ مشواره كلاعب مع الرجاء البيضاوي عام 1994، ثم خاض تجارب احترافية في بلجيكا والإمارات وكندا، قبل أن يمثل المنتخب المغربي في مناسبتين خلال عام 2001.
وانطلقت مسيرته التدريبية عام 2013 مع جمعية سلا، قبل أن يشرف على عدد من الفرق المغربية مثل الفتح الرباطي ونهضة الزمامرة، التي قادها إلى الصعود قبل أن يغادرها بسبب خلاف إداري، ليعود في الموسم الماضي إلى الوداد ويحقق نتائج لافتة دفعته نحو توقيع عقد يمتد لموسمين.
يميل المدرب المغربي إلى خطة 4-3-3، مع الاعتماد على الانضباط في الخطوط الثلاثة والتحولات السريعة في وسط الميدان، رغم افتقاد الفريق لصانع ألعاب تقليدي، ويستفيد من خبرته كمدير رياضي سابق في النادي في بناء تواصل قوي مع اللاعبين وفهم دقيق لمتطلبات الفريق.
وأكد بنهاشم في تصريح للقناة الرسمية للنادي أن العامل النفسي سيكون حاسمًا أمام بطل أوروبا، مضيفًا: “إذا افتقدنا العزيمة، لن نحقق شيئًا، نحتاج للقتال حتى الدقيقة الأخيرة لأن الروح العالية يمكن أن تغطي على أي نقص آخر”.