الدوري الإسباني (لا ليغا)

ريال مدريد يكتسح برشلونة.. لمحة عن أكبر نتيجة في تاريخ الكلاسيكو

تتجه أنظار جماهير كرة القدم هذا المساء إلى ملعب “سانتياغو برنابيو” حيث يلتقي ريال مدريد مع برشلونة في مواجهة جديدة تضاف إلى سلسلة من اللقاءات التاريخية التي حفرت أسماء لاعبيها في ذاكرة عشاق اللعبة، ويحمل هذا الصدام بين الفريقين ثقلاً خاصًا لا يقتصر على كونه منافسة كروية فقط، بل يتعداه ليصبح فصلًا آخر من صراع طويل تجسده سنوات من التحدي والندية والتاريخ المشترك، ويظل السؤال الذي يتردد دائمًا في مثل هذه المناسبات، ما هي المواجهة التي شهدت أكبر فارق تهديفي بين الغريمين؟

منذ بداية التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة في فبراير عام 1929 ضمن بطولة الدوري الإسباني، خاض الفريقان أكثر من 260 مباراة عبر مختلف المسابقات، وتوزعت الانتصارات بينهما بشكل متقارب يعكس شدة المنافسة، حيث حقق ريال مدريد الفوز في 105 مواجهات، بينما انتصر برشلونة في 103 لقاءات، وانتهت 52 مباراة بالتعادل، وفي إطار الدوري الإسباني تحديدًا، يمتلك ريال مدريد الأفضلية بـ79 فوزًا مقابل 75 لبرشلونة، ما يبرز مدى التقارب التاريخي بين الناديين.

وبرزت خلال المواسم الأخيرة تحولات مثيرة في مسار التفوق بين الطرفين، فقد هيمن ريال مدريد في فترة سابقة على مباريات الكلاسيكو، حيث فاز على برشلونة أربع مرات متتالية بين مارس 2020 وأكتوبر 2021، ثم تابع سلسلة تفوقه خلال موسم 2023-24 بتحقيق انتصارات مهمة بينها فوز كبير في نهائي كأس السوبر بنتيجة 4-1، إلا أن هذه الهيمنة لم تستمر طويلًا، إذ عاد برشلونة في الموسم الجاري بقوة ملفتة، حيث سحق ريال مدريد بنتيجة 4-0 في لقاء الليغا على ملعب “سانتياغو برنابيو”، ثم تفوق عليه مجددًا في نهائي كأس السوبر 2025 بنتيجة 5-2، قبل أن يكرر الفوز في نهائي كأس الملك بنتيجة 3-2، ما يعكس صحوة واضحة للنادي الكتالوني.

لكن حين نتحدث عن اللقاء الأكثر إثارة للدهشة من حيث النتيجة، فإن مباراة إياب نصف نهائي كأس القائد العام في الثالث عشر من يونيو عام 1943 تبقى الحدث الأبرز، ففي تلك المباراة التاريخية، حقق ريال مدريد انتصارًا ساحقًا على برشلونة بنتيجة 11-1 في ملعب “تشامارتن” القديم، بعد أن كان قد خسر لقاء الذهاب في كتالونيا بثلاثية نظيفة، وشهدت تلك المواجهة أحداثًا دراماتيكية غير مسبوقة، حيث دخل الفريقان اللقاء في أجواء مشحونة نتيجة لحملة إعلامية حادة من الصحف المدريدية، والتي دفعت الجماهير إلى استقبال خصمهم بطريقة عدائية داخل وخارج الملعب.

فرض ريال مدريد سيطرته الكاملة منذ الدقيقة الأولى، وسجل ثمانية أهداف في الشوط الأول فقط، ثم أضاف ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني، بينما اكتفى برشلونة بهدف يتيم أحرزه ماريانو مارتين، وشكلت تلك الهزيمة صدمة كبيرة لجماهير برشلونة، ليس فقط بسبب النتيجة القياسية، بل بسبب الملابسات التي رافقتها، حيث تحدث بعض لاعبي الفريق الكتالوني لاحقًا عن شعورهم بالخوف داخل الملعب، في ظل تصاعد التوتر، وتعرض الحافلة للرشق بالحجارة، إلى جانب قرارات تحكيمية مثيرة للشكوك.

ورغم مرور عقود على تلك المباراة، فإنها لا تزال محور جدل واسع، خاصة في ظل السياق السياسي الحساس الذي عاشته إسبانيا في عهد فرانكو، حيث يرى البعض أن الظروف آنذاك لعبت دورًا غير مباشر في التأثير على مجريات اللقاء، بينما يتمسك أنصار ريال مدريد برواية التفوق الفني، معتبرين أن ذلك الفوز التاريخي كان نتيجة لأداء استثنائي داخل أرض الملعب.

تبقى هذه المواجهة علامة فارقة في تاريخ الكلاسيكو، لا فقط لأنها الأكبر من حيث عدد الأهداف، بل لما حملته من أبعاد تتجاوز حدود الرياضة، وتعكس حجم الصراع العاطفي والرمزي بين الناديين، وهي الذكرى التي تعود إلى الأذهان مع كل مواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة، لتؤكد أن الكلاسيكو لم يكن يومًا مجرد مباراة عادية.

زر الذهاب إلى الأعلى