غيابات ريال مدريد اليوم.. أنشيلوتي يواجه برشلونة بصفوف ناقصة وأمل أخير للقب

يتجه ريال مدريد نحو مواجهة نارية أمام غريمه التقليدي برشلونة، في واحدة من أكثر مباريات الكلاسيكو ترقبًا هذا الموسم، إذ يخوض الفريق الملكي اللقاء وسط ظروف معقدة تفرض على المدرب كارلو أنشيلوتي اختبارًا استثنائيًا، في ظل قائمة طويلة من الغيابات التي طالت أعمدة أساسية في تشكيلته.
ومع حلول هذه الجولة الحاسمة في الليغا، تتجه الأنظار نحو قرارات أنشيلوتي الفنية، خاصة أن هذه المواجهة قد تكون بمثابة الفرصة الأخيرة له لإنقاذ آماله في التتويج باللقب، إذ يأمل الفريق في تقليص الفارق مع المتصدر، بينما تخيم الإصابات والغيابات على أجواء التحضيرات وتزيد من صعوبة المهمة.
رغبة ريال مدريد في الانتصار لا ترتبط فقط بأهمية النقاط، بل تتعدى ذلك إلى المعنويات التي يمنحها الفوز في الكلاسيكو، إذ تسعى الجماهير إلى رؤية فريقها يتجاوز محن الغيابات ويظهر شخصيته القوية في المواعيد الكبرى، كما أن الفوز أمام الغريم التاريخي سيكون بمثابة رد اعتبار بعد الخروج الأوروبي الأخير.
وسيتحرك ريال مدريد إلى ملعب “مونتغويك” بطموح كبير رغم الصعوبات، حيث لا تقتصر المباراة على حسابات الدوري فحسب، بل تمثل أيضًا مواجهة معنوية ثقيلة بين فريقين يبحث كل منهما عن إنهاء الموسم بصورة إيجابية، خاصة في ظل الأزمات الفنية التي يعاني منها الطرفان في مراكز حساسة.
وبالنظر إلى التشكيلة المتاحة أمام أنشيلوتي، تبرز الغيابات الكبيرة في صفوف الفريق، حيث يفقد المدرب خدمات أسماء وازنة مثل كارفاخال، ميليتاو، كامافينغا، روديغر، ميندي وألابا، ما يضعه في موقف يستوجب ابتكار حلول تكتيكية لتقليص حجم الأثر السلبي لهذه النواقص.
في ظل هذه المعطيات، قد يتجه المدرب الإيطالي إلى تفعيل نظام 4-4-2 بهدف تحقيق توازن أكبر في خطوط الفريق، خاصة أنه سبق أن اعتمد هذا الخيار بنجاح في مناسبات مشابهة، مستفيدًا من قدرات لاعبين مثل غولر وبيلينغهام لتعويض غياب العناصر الدفاعية وإحداث التوازن بين الأدوار الهجومية والدفاعية.
تُظهر قائمة ريال مدريد أمام برشلونة هشاشة واضحة في الخط الخلفي، إذ سيتولى تيبو كورتوا حماية العرين، رغم الانتقادات التي طالته مؤخرًا، إلا أن أنشيلوتي يعول عليه في مواجهة التهديدات المتوقعة من الهجوم الكتالوني، على أمل أن يكون بمقدوره تعويض الأخطاء التي ارتكبها في المواجهات السابقة.
وسيتعين على أنشيلوتي إشراك أسينسيو وتشواميني في محور الدفاع لتعويض الغيابات الصارخة، بينما يشغل كل من لوكاس فاسكيز وفران غارسيا مركزي الظهيرين، وهي تركيبة قد تفتقر إلى الانسجام لكنها تمثل الخيار الوحيد المتاح في هذه الظروف المعقدة.
في وسط الميدان، تأتي أبرز التحديات في غياب كامافينغا وتعديل دور تشواميني، إذ سيدفع المدرب بكل من سيبالوس وفالفيردي لتأدية الأدوار المحورية في الربط بين الخطوط، بينما يتمركز غولر وبيلينغهام في الأجنحة بهدف تأمين الدعم الهجومي والعودة لتغطية المساحات عند الحاجة.
ورغم وجود لوكا مودريتش على مقاعد البدلاء، فإن قرار الإبقاء عليه يأتي بهدف الحفاظ على التوازن وعدم المخاطرة بعنصر الخبرة في مباراة تتطلب مجهودًا بدنيًا عاليًا، ما يعكس رغبة المدرب في منح الأفضلية للاعبين الأكثر جاهزية من الناحية البدنية والتكتيكية.
أما على مستوى الهجوم، فمن المرجح أن يتواجد رودريغو كخيار احتياطي في الشوط الثاني، خاصة بعد تراجع مستواه في الأشهر الماضية، مقابل اعتماد أكبر على غولر إلى جانب فينيسيوس ومبابي الذين يشكلان القوة الضاربة المنتظرة في الخط الأمامي.
يدخل ريال مدريد الكلاسيكو وسط ترقب جماهيري كبير ومطالب متزايدة بضرورة تحقيق الفوز رغم الغيابات، إذ تبدو المباراة اختبارًا حقيقيًا لقدرة أنشيلوتي على إدارة الظروف الصعبة وبث الروح في التشكيلة المتوفرة، على أمل العودة من كتالونيا بانتصار يعيد إشعال المنافسة على اللقب.