حسم ريال مدريد ملف مستقبل حارسه تيبو كورتوا مبكرًا، بعد أن توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي باستمراره ضمن صفوف الفريق حتى يونيو 2027، في إطار التحركات الإدارية المستمرة لضمان الاستقرار الفني خلال السنوات المقبلة.
كشفت مصادر صحفية مطلعة أن النادي الملكي نجح في تأمين توقيع الحارس البلجيكي المخضرم على عقد جديد، يمتد لعامين إضافيين، متجاوزًا بذلك السياسة المعهودة التي يطبقها ريال مدريد في التعامل مع اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، والتي تقوم عادة على التمديد السنوي.
وجاء قرار التجديد في ظل القناعة الفنية الراسخة لدى إدارة النادي والجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو، والذي يرى في كورتوا عنصرًا لا غنى عنه داخل المنظومة، ليس فقط لما يقدمه من أداء مميز بين الخشبات الثلاث، بل لما يتمتع به من حضور قيادي داخل غرفة الملابس.
منذ انتقاله إلى ريال مدريد في صيف 2018 قادمًا من تشيلسي، أثبت كورتوا نفسه كركيزة أساسية للفريق، وساهم في تتويج النادي بعدد من الألقاب الكبرى، منها بطولتان لدوري أبطال أوروبا، وثلاثة ألقاب للدوري الإسباني، إلى جانب لحظات حاسمة حُسمت بفضل تصدياته، أبرزها في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة أمام بوروسيا دورتموند، حين أنقذ هدفًا محققًا في الوقت بدل الضائع.
ويمثل هذا التمديد خطوة غير معتادة من الإدارة المدريدية، التي اختارت منح الحارس البلجيكي عقدًا طويل المدى رغم تجاوزه سن الثالثة والثلاثين، وهو ما يعكس تقديرًا خاصًا لقيمته الفنية والخبرة التي يضيفها للفريق، خاصة في المباريات الكبرى والمناسبات القارية.
وكان عقد كورتوا السابق ينتهي في 2025، غير أن الأداء الذي قدمه رغم الإصابات، وقدرته على العودة بسرعة إلى المستوى المطلوب، دفع النادي إلى إنهاء المفاوضات مبكرًا، دون انتظار دخول العام الأخير من العقد.
وتخللت المسيرة الدولية لكورتوا في العام الماضي خلاف علني مع مدرب منتخب بلجيكا دومينيكو تيديسكو، أدى إلى ابتعاده عن المشاركات مع المنتخب الوطني لفترة مؤقتة، قبل أن يعود لاحقًا ويُدرج مجددًا في قائمة المنتخب خلال الأشهر الأخيرة.
وبهذا التمديد، يكون ريال مدريد قد وجّه رسالة واضحة بشأن ثقته الكاملة في كورتوا، وحرصه على الحفاظ على عناصر الخبرة في تشكيلته، رغم التحولات التي يشهدها الفريق في عدة مراكز.
