كوبا أمريكا

صراع لا يُنسى.. مواجهات تاريخية خالدة في كوبا أمريكا

حملت كوبا أمريكا عبر تاريخها مواجهات لا تزال محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم حيث شهدت تلك البطولة لحظات درامية جمعت بين المهارة والتحدي والندية بين كبار القارة اللاتينية فكل نسخة من البطولة كشفت عن فصول جديدة من الإثارة التي لا تندثر مهما مر عليها الزمن.

بدأت ملاحم البطولة مبكرًا منذ نسخها الأولى لكن واحدة من أكثر المباريات التي رسخت في الأذهان جاءت في نسخة 1989 حين التقت البرازيل مع الأرجنتين في موقعة نارية حينها دخل المنتخب البرازيلي اللقاء وعينه على الثأر من هيمنة الأرجنتينيين في النسخ السابقة بينما قاد مارادونا كتيبة التانغو بروح المقاتل ورغم التوقعات التي رجّحت فوز الأرجنتين إلا أن هدف بيبيتو حسم النتيجة لصالح السيليساو وأشعل مدرجات ماراكانا.

أما في نسخة 2007 فقد تجدد الصدام بين نفس المنتخبين في نهائي مثير استضافته فنزويلا حيث قاد ريكيلمي وميسي تشكيل الأرجنتين في حين تولى روبينيو مهمة قيادة البرازيل دخل الفريقان اللقاء بنوايا هجومية واضحة لكن السيطرة البرازيلية فاجأت الجميع وانتهت المباراة بثلاثية نظيفة رسخت تفوق البرازيل التاريخي في النهائيات على حساب الغريم الأزلي.

شهدت نسخة 2011 واحدة من أكثر المباريات جنونًا حين اصطدمت البرازيل مع باراجواي في ربع النهائي حيث سيطر لاعبو البرازيل على مجريات اللقاء لكنهم فشلوا في التسجيل وذهبت المباراة إلى ركلات الترجيح التي كشفت عن سيناريو صادم حيث أضاع لاعبو البرازيل كل محاولاتهم وانتهت المباراة بخروج مفاجئ أدهش المتابعين وأكد أن كوبا أمريكا لا تعترف بالكبار حين يتعلق الأمر بالحسم.

وفي عام 2015 دخلت تشيلي التاريخ من الباب الكبير بعد أن قدمت واحدة من أقوى النسخ بلغت الإثارة ذروتها حين استضافت سانتياجو نهائيًا جمع تشيلي مع الأرجنتين ولم يتمكن أي من الفريقين من هز الشباك في الوقتين الأصلي والإضافي ليُحسم اللقب بركلات الترجيح التي منحت أصحاب الأرض أول تتويج في تاريخهم تلك الليلة تحولت إلى لحظة فاصلة غيرت نظرة العالم لمنتخب تشيلي وجعلته أحد كبار القارة.

لم تتوقف لحظات الإثارة عند هذا الحد ففي نهائي 2021 كتب ميسي أخيرًا نهاية سعيدة لمسيرته الطويلة مع الأرجنتين بعد أن قاد بلاده لتحقيق اللقب على حساب البرازيل هدف دي ماريا في الشوط الأول كان كافيًا لمنح التانغو اللقب لكن ما جعل تلك الليلة أكثر تميزًا هو دموع ميسي التي اختزلت سنوات من الانتظار لتُسدل الستارة على واحدة من أجمل القصص في تاريخ البطولة.

وتواصل كوبا أمريكا تقديم مواجهات تُخلّد في الذاكرة وتُثبت كل مرة أنها أكثر من مجرد بطولة بل مسرحٌ تتصارع فيه الأحلام وتُصاغ فيه الأساطير وكل نسخة جديدة تحمل معها وعودًا بلحظات قد تتحول إلى أيقونات جديدة يتناقلها الجمهور جيلاً بعد جيل.

زر الذهاب إلى الأعلى