عام 2024 كان بمثابة عام من الضياع بالنسبة لنادي النصر السعودي، الذي رغم التعاقدات المدوية وأبرزها ضم أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو، إلا أن الفريق عجز عن التتويج بأي بطولة. وسط توقعات كبيرة من جماهيره بتكرار الإنجازات على الساحة المحلية والقارية، خيب النصر آمال محبيه في موسم وصفه الكثيرون بالمخيّب. في هذا المقال، نلقي الضوء على أبرز أحداث الموسم وأسباب فشل الفريق في تحقيق الألقاب، رغم الدعم الكبير والتعاقدات الاستثنائية التي خططت لها إدارة النادي.

تعرف ايضا على :سالم الدوسري في مفترق طرق: هل يتجدد عقده مع الهلال أم يرحل في صيف 2025؟

نادي النصر وتحديات 2024

مرَّ نادي النصر في 2024 بعام كروي مليء بالتحديات، رغم وجود أبرز النجوم في صفوفه، وعلى رأسهم الأسطورة كريستيانو رونالدو. 

فحتى مع تألق “صاروخ ماديرا” في الدوري السعودي، وتحقيقه لقب الهداف، فشل الفريق في التتويج بأي بطولة محلية أو قارية. 

ورغم الأرقام الفردية الرائعة التي حققها رونالدو، إلا أن النصر لم يتمكن من تحويل هذه الإنجازات إلى نجاح جماعي.

كانت الهزائم أمام غريمه الهلال بمثابة الجرح العميق في مسيرة الفريق، حيث حقق الهلال أربعة ألقاب على حساب النصر في مختلف المسابقات المحلية، مما زاد من مرارة الإخفاقات التي عانى منها العالمي طوال العام.

حصاد 2024 | خروج متكرر من البطولات.. دوري أبطال آسيا البداية

عاش نادي النصر عامًا صعبًا في 2024، حيث شهد الفريق سلسلة من الخيبات والإخفاقات على الصعيدين المحلي والقاري، رغم وجود نجوم من طراز عالمي مثل كريستيانو رونالدو. 

البداية كانت مع نهائي كأس الملك 2023، حيث خسر النصر أمام الهلال في مباراة مثيرة انتهت بالتعادل، ليتوج الهلال باللقب بعد ركلات الترجيح، وهو ما شكل بداية سلسلة من الإخفاقات التي تلتها.

في دوري أبطال آسيا، خرج النصر من البطولة من دور الثمانية بعد خسارة مريرة أمام العين الإماراتي بركلات الترجيح، مما حرم الفريق من فرصة المشاركة في كأس العالم للأندية 2025، وهو ما شكل ضربة قوية لطموحات النادي.

أما في كأس السوبر السعودي 2023، فقد تجرع النصر هزيمة مفاجئة أمام الهلال في نصف النهائي بنتيجة (1-2)

حيث شهدت المباراة طرد كريستيانو رونالدو بسبب اعتدائه على مدافع الهلال علي البليهي في الدقيقة 86، ما أثر على أداء الفريق بشكل كبير.

وفي كأس السوبر السعودي 2024، تواصلت الخيبات بفقدان النصر للقب بعد خسارته القاسية أمام الهلال (1-4) في نهائي البطولة. 

على الرغم من تقدم النصر في بداية المباراة بهدف سجله رونالدو، إلا أن الهلال استطاع قلب الطاولة في الشوط الثاني ليحقق فوزًا مستحقًا.

أما في دوري روشن، فقد أنهى النصر الموسم في المركز الثاني خلف الهلال الذي توج باللقب للمرة التاسعة عشرة في تاريخه دون أي هزيمة، ليكمل موسمًا صعبًا بغياب الألقاب.

وفي مفاجأة أخرى، ودع النصر كأس خادم الحرمين الشريفين 2024 من دور الـ16 بعد خسارته أمام التعاون بهدف دون رد، ليودع البطولة مبكرًا ويزيد من معاناة الجماهير النصراوية.

كريستيانو رونالدو يدرس خياراته المستقبلية وسط تحديات النصر في دوري أبطال آسيا

يواصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر، دراسة خياراته المستقبلية بعناية، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن قدرة النادي على تحقيق التتويج في دوري أبطال آسيا. 

ومع اقتراب مسيرته الأسطورية من نهايتها، يظل الحافز الأساسي لرونالدو هو التتويج بالبطولات الكبرى.

وبحسب تقرير من فريق TEAMtalk، يواجه رونالدو ثلاثة خيارات محتملة بشأن مستقبله. 

الخيار الأول يتمثل في تمديد عقده مع النصر، حيث يمكنه العمل على تعزيز صفوف الفريق من خلال التعاقدات المناسبة، مما يساعده في تحقيق أهدافه مع النادي السعودي. 

أما الخيار الثاني فيتعلق بوجود فرصة للاستفادة من التغيير في إدارة النادي، بعد تعيين رئيس تنفيذي جديد، قد يكون له دور في تحسين الفريق وتقديم الدعم المطلوب له.

في المقابل، هناك خيار ثالث يتمثل في العودة إلى البرتغال، مسقط رأسه، أو حتى اتخاذ قرار بالاعتزال تمامًا إذا شعر بأن مسيرته قد انتهت.

ورغم التحديات التي يواجهها، خاصة في مسألة الفوز بدوري أبطال آسيا، يظل رونالدو مصمماً على إيجاد الطريق الأنسب لتحقيق أهدافه. 

ومع مرور الوقت، يدرك النجم البرتغالي أهمية وجود دعم قوي من زملائه في الفريق، خصوصًا في ظل التحديات البدنية التي يواجهها. لكن، حتى الآن، لا يبدو أن رونالدو متعجل في اتخاذ قراره النهائي، رغم قرب انتهاء عقده مع النصر في يونيو المقبل.

في الختام، يمكن القول إن عام 2024 كان بمثابة عامٍ من الضياع بالنسبة لنادي النصر، رغم وجود الأسطورة كريستيانو رونالدو في صفوفه. على الرغم من القوة الكبيرة التي كان يمتلكها الفريق، والأسماء اللامعة التي لعبت تحت رايته، إلا أن النتائج على أرض الملعب لم تكن متوافقة مع التوقعات. فقد خرج الفريق من كافة البطولات المحلية والقارية التي شارك فيها، وواصل غريمه الهلال هيمنته على الساحة المحلية. ورغم كل التعاقدات والآمال الكبيرة التي كانت معلقة على الفريق، فإن النصر فشل في إنهاء الموسم محققًا أي لقب، مما وضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الفريق وطموحاته في السنوات القادمة.