كأس العالم للأندية

نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025.. صدامات كبرى وقصص مثيرة ترسم ملامح الملحمة الكروية المنتظرة

تتجه أنظار جماهير كرة القدم حول العالم إلى مواجهات الدور نصف النهائي من كأس العالم للأندية 2025، وسط حالة من الترقب لما تحمله تلك المرحلة من إثارة فنية وتفاصيل درامية تمنحها خصوصية فريدة في المشهد الكروي الدولي.

يتصدر المشهد نادي تشيلسي الإنجليزي، الذي بلغ هذا الدور بأداء هجومي لم يبلغ بعد ذروته، رغم تسجيله 12 هدفًا في خمس مباريات، حيث افتقر خطه الأمامي إلى الفاعلية المطلوبة، فخلال الانتصار الأخير على بالميراس بنتيجة 2-1، لم تأتِ الأهداف من تحركات جماعية، بل عبر كرة مرتدة عن طريق الخطأ، وتسديدة فردية من كول بالمر، بينما واصل الثلاثي الهجومي، ليام ديلاب (الموقوف)، جواو بيدرو، ونيكولاس جاكسون، الظهور دون المأمول.

وفي المواجهة المقبلة، يقف أمام تشيلسي دفاع فلومينينسي الذي يقوده المخضرم تياجو سيلفا، والذي عاد إلى ناديه البرازيلي في سن الأربعين، ليلعب دور القائد المحوري بخبرة طويلة، نجح من خلالها في قيادة فريقه للحفاظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات متتالية، كما ألقى خطابًا مؤثرًا قبيل مواجهة إنتر ميلان، ساهم في دفع الفريق نحو الفوز، في مشهد يعكس البعد العاطفي العميق للمواجهة التي تجمعه بناديه السابق تشيلسي، الذي تُوّج معه بلقب دوري الأبطال في 2021.

ويمثل فلومينينسي آخر أمل للفرق غير الأوروبية في البطولة، بعد أن شق طريقه نحو نصف النهائي بعبور الدور الأول، ثم إقصاء الهلال السعودي، ومن بعده إنتر ميلان، ليحمل طموحات الكرة اللاتينية في مواجهة الأندية الكبرى من القارة العجوز، وسط حضور مؤثر للحارس فابيو، البالغ من العمر 44 عامًا، والذي يقدّم عروضًا لافتة رغم عامل السن.

في السباق الفردي، يبرز اسم جونزالو جارسيا مهاجم ريال مدريد، كأبرز المرشحين لاقتناص الحذاء الذهبي، حيث يتساوى حاليًا في صدارة الهدافين مع أنخيل دي ماريا، سيرهو جيراسي، وماركوس ليوناردو، بواقع أربعة أهداف لكل منهم، إلا أن جارسيا يبقى الوحيد المستمر في المنافسات، بعد أن لفت الأنظار خلال فترة غياب مبابي بداعي المرض.

وفي سياق مختلف، يفرض لقاء ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان نفسه كواحد من أكثر المواجهات المنتظرة، إذ يلتقي كيليان مبابي بفريقه السابق للمرة الأولى، في مشهد تحمله أبعاد شخصية واضحة، خصوصًا بعدما سجل هدف الفوز الحاسم على دورتموند في ربع النهائي بطريقة استثنائية، ليقود الملكي إلى المربع الذهبي وسط تساؤلات حول ما إذا كان سيستمر في تقديم عروض تثبت مكانته كأحد أبرز لاعبي الجيل الحالي.

من الناحية التكتيكية، تبدو مواجهة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد اختبارًا حقيقيًا بين مدرستين مختلفتين، حيث يعتمد لويس إنريكي على أسلوب الضغط العالي والتحولات السريعة، فيما يواصل تشابي ألونسو تطوير هوية الفريق الملكي بخطط مرنة تمزج بين 3-5-2 و4-1-4-1، ما يفتح الباب أمام مواجهة ذات بعد ذهني وتكتيكي عميق.

ويأتي هذا الصدام أيضًا في سياق المنافسة القارية، إذ يسعى باريس سان جيرمان، بصفته بطل أوروبا الجديد، لتأكيد هيمنته على الساحة، بينما يتمسك ريال مدريد، الأكثر تتويجًا بالبطولات القارية، بموقعه التاريخي في صدارة الأندية الأوروبية، مما يمنح المباراة بُعدًا رمزيًا حول من يحكم الكرة الأوروبية في هذه المرحلة.

وبانتظار ما ستسفر عنه مواجهات نصف النهائي، تبدو كل الاحتمالات مفتوحة أمام نهائي مرتقب بطابع عالمي، حيث قد نشهد صدامًا بين فلومينينسي وريال مدريد، أو قمة أوروبية خالصة بين باريس سان جيرمان وتشيلسي، في ختام يتوق إليه عشاق اللعبة بكل حماس.

زر الذهاب إلى الأعلى