نيمار يحدد موعد اعتزاله كرة القدم.. ويكشف عن الشرط الوحيد للتوقف النهائي

تحدث النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا بصراحة خلال مقابلة أجراها معه عدد من أفراد عائلته وأصدقائه المقربين، وكشف عن رؤيته لمسألة اعتزاله اللعب، مؤكدًا أنه لن يعلق حذاءه طالما احتفظ بشغفه تجاه كرة القدم، وأنه سيتخذ هذا القرار فقط حين يشعر بأنه لم يعد قادرًا على الأداء بالمستوى الذي يتوقعه من نفسه داخل الملعب.
جاءت تصريحات نيمار في وقت يواصل فيه العمل على استعادة مستواه البدني بعد فترة طويلة من الابتعاد بسبب الإصابة، وكان قد عاد مؤخرًا إلى نادي سانتوس البرازيلي، الذي شهد انطلاقته الأولى، بعدما أنهى تجربته القصيرة مع الهلال السعودي، حيث وقع عقدًا يستمر حتى نهاية عام 2025، مع إمكانية التمديد حتى صيف 2026، الذي يتزامن مع نهائيات كأس العالم المقبلة.
وخلال المقابلة، سألته زوجته، برونا بيانكاردي، عن الدافع الحقيقي وراء استمراره في اللعب رغم الظروف الصعبة، فأجاب قائلًا إن عشقه لكرة القدم لا يزال حيًا بداخله، وأوضح: “السبب في استمراري هو هذا الحب، الشعور الذي يدفعني كل صباح للنهوض والتوجه إلى التدريب، الرغبة في خوض المباريات لا تزال تملأني، وهذا ما يجعلني أتمسك بالملاعب”.
وأضاف: “الشغف الذي أحمله تجاه الكرة لن يتلاشى، سيظل موجودًا حتى وإن جاء الوقت الذي لا أستطيع فيه تقديم ما أطمح إليه، وعندما أصل إلى تلك المرحلة، سأعرف أن لحظة الرحيل قد حانت، لكن طالما أن الرغبة لم تنطفئ، فأنتم ستواصلون مشاهدتي أقاتل من أجلها”.
عاد نيمار إلى سانتوس مطلع العام الجاري بعد فترة لم تكتمل مع الهلال، حيث تعرض لإصابة قوية في الركبة أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في أكتوبر 2023، مما أعاق عودته المنتظرة إلى الملاعب، وجعله يغيب لفترة طويلة عن المنافسات الرسمية.
ورغم توق الجماهير لرؤيته في قميص “السيليساو”، لم ينجح نيمار حتى الآن في العودة إلى صفوف المنتخب، بينما اكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف وصناعة مثلها خلال 15 مباراة فقط خاضها هذا العام مع سانتوس، في ظل معاناته المتكررة مع إصابات عضلية أثرت على لياقته واستمراريته.
وفي جزء آخر من حديثه، تطرق نيمار إلى الانتقادات التي طالته طيلة مسيرته، مؤكدًا أنها لم تتوقف عند حدود الأداء الفني، بل طالت جوانب من حياته الخاصة، وقال: “لا أستطيع أن أغير نظرة الآخرين، من السهل على الناس إطلاق الأحكام، لكن قليلون فقط يحاولون فهم ما يدور خلف الكواليس، لقد عشت سنوات أشعر بالحزن بسبب الأشخاص الذين يتحدثون عني دون أن يعرفوني، في الرياضة وخارجها”.
وتابع: “أعلم جيدًا من أكون، وأعرف أنني شخص طيب، ومع ذلك من الصعب أن تواجه هذا الكم من الانتقادات، كنت أتمنى أن يركز الناس على أدائي، على ما أقدمه في الملعب، ولكن في زمن السوشيال ميديا، باتت النظرة للرياضيين أكثر قسوة، وأحيانًا مليئة بالكراهية، من أناس لا يعرفون شيئًا عن حياتي أو تضحياتي”.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، شدد نيمار على أن معنوياته لا تزال قوية، مشيرًا إلى أن هذه الانتقادات لم تنل من نفسيته، وقال: “أرى كل ما يُقال عني، لكنه لا يؤثر فيّ، مسيرتي ستصل إلى نهايتها يومًا ما، وسيمضي الزمن، لكن ما أنجزته سيظل حاضرًا في ذاكرة كرة القدم، وفي النهاية، من يعرفني حقًا هو من تهمني نظرته”.