هل يعود ياسين بونو إلى الليجا؟ إشبيلية يتحرك لاستعادة حارسه التاريخي بعد تألقه في كأس العالم للأندية

فتح نادي إشبيلية الإسباني خط اتصال مباشر مع الحارس المغربي ياسين بونو، في محاولة جدية لإعادته إلى صفوف الفريق عقب نهاية عقده مع الهلال السعودي، حيث يسعى النادي الأندلسي لاسترجاع أحد أبرز الأسماء التي صنعت مجده القاري في السنوات الأخيرة.
وجاء هذا التحرك بعد المستوى البارز الذي قدّمه بونو خلال مشاركته في كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة، حيث تصدّر قائمة أكثر الحراس تصديًا بواقع 23 إنقاذًا خلال أربع مباريات، ما جعله حديث البطولة ومحل أنظار العديد من المتابعين، وسط تساؤلات متزايدة عن إمكانية عودته إلى الليجا الإسبانية فور انتهاء ارتباطه بالهلال.
وذكرت تقارير إسبانية أن رئيس إشبيلية، خوسيه ماريا ديل نيدو كاراسكو، بادر بإجراء مكالمة مباشرة مع بونو، أبلغه خلالها برغبة النادي الجادة في استعادته بعد انتهاء عقده في صيف 2026، وهو ما قابله الحارس المغربي بانفتاح واضح واستعداد مبدئي للعودة إلى ملعب “رامون سانشيز بيزخوان”، الذي شهد محطاته الأبرز قبل انتقاله إلى الهلال في صيف 2023 بعقد يمتد لثلاثة مواسم.
ولم تقتصر المكالمة على مناقشة مستقبل بونو، بل شهدت أيضًا إشادة كبيرة من إدارة النادي الأندلسي بأدائه خلال مونديال الأندية، حيث وصف مقربون من اللاعب المكالمة بأنها “ودية دافئة”، تحمل في طياتها ذكريات مشتركة ورغبة صريحة في إحياء الشراكة التي جمعت الطرفين لعدة مواسم ناجحة.
وخطف بونو الأضواء خلال البطولة بعد تصدياته الحاسمة، إذ لعب دور البطولة في مواجهة الهلال أمام مانشستر سيتي في ربع النهائي، وأنقذ مرماه من عشر فرص خطيرة، ليسهم في فوز مثير بنتيجة 4-3، قبل أن يواصل تألقه خلال مرحلة المجموعات، متصديًا لـ13 محاولة محققة في ثلاث مباريات متتالية.
وخلال مباراة الهلال أمام ريال مدريد، تصدى بونو لست فرص خطيرة، من بينها ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة نفذها فالفيردي، ليقود فريقه لتعادل ثمين بنتيجة 1-1، بينما نال جائزة أفضل لاعب في لقاء سالزبورغ الذي انتهى بالتعادل السلبي، بعد تصديات مؤثرة منعت الفريق النمساوي من التسجيل.
وسلطت إحصائيات موقع “سوفاسكور” الضوء على الأرقام المميزة التي حققها بونو، حيث سجل أعلى تقييم بين جميع اللاعبين العرب في دور المجموعات بمتوسط بلغ 7.90 من 10، وبلغ تقييمه ذروته في لقاء ريال مدريد بـ8.3، فيما حصل على 8.1 أمام سالزبورغ و7.3 ضد باتشوكا، مما يعكس ثبات مستواه وأهميته في منظومة الهلال.
ويؤكد هذا الأداء أن بونو ما زال يحتفظ بمكانته كأحد أبرز حراس المرمى على الساحة الدولية، إذ يجمع بين الخبرة الفنية والقدرة على قيادة الدفاع تحت الضغط، وهو ما جعل الهلال يتمسك به بشدة خلال الموسم الحالي.
ورغم تحركات إشبيلية، تُظهر إدارة الهلال تمسكًا كبيرًا بخدمات حارسها الدولي، وتسعى حاليًا لتجديد عقده لمدة عامين إضافيين، في خطوة تهدف للحفاظ على استقرار الفريق والاستفادة من قدراته خلال المواسم المقبلة، ما يجعل عودته إلى الدوري الإسباني أقرب إلى سيناريو مؤجل حتى إشعار آخر.
وإذا تمّت الصفقة في صيف 2026، فستكون بمثابة لمّ شمل بين بونو وناديه السابق، الذي حقق معه لقب الدوري الأوروبي وأسهم في العديد من الإنجازات، فيما يرى خوسيه لويس سيلفا، مدرب الحراس السابق بإشبيلية، أن عودة بونو ستكون دفعة قوية للفريق الباحث عن استعادة مكانته محليًا وأوروبيًا.