أخبار اللاعبين

رغم تجاوزه الثلاثين.. ريال مدريد يكسر قاعدته التاريخية ويجدد عقد كورتوا

يستعد ريال مدريد لاتخاذ خطوة غير معتادة تجاه أحد أبرز لاعبيه، بعد أن اقترب من تجديد عقد الحارس البلجيكي تيبو كورتوا حتى يونيو 2027، في قرار يُعد خرقًا نادرًا لسياسة صارمة اعتمدها النادي منذ عام 2016، لم يشذ عنها سوى حالة واحدة تخص النجم السابق كريستيانو رونالدو.

ووفقًا لما أعلنه الصحفي المتخصص فابريزيو رومانو، فإن إدارة ريال مدريد أنهت استعداداتها لفتح ملف التمديد مع كورتوا خلال شهر أغسطس المقبل، رغم أن عقده الحالي لا يزال ممتدًا حتى صيف 2026، ما يعكس نية النادي في الاحتفاظ بالحارس المخضرم لعام إضافي رغم بلوغه سن الثالثة والثلاثين.

منذ تسع سنوات، تمسك ريال مدريد بمبدأ ثابت يقضي بعدم توقيع عقود طويلة الأمد مع لاعبيه الذين تجاوزوا الثلاثين، إذ دأب على تجديد عقودهم لموسم واحد فقط، تفاديًا لمخاطر التراجع البدني أو الإصابات، إلا أن هذه السياسة شهدت استثناءً وحيدًا في نوفمبر 2016، عندما منح كريستيانو رونالدو عقدًا مدته خمس سنوات، رغم اقترابه آنذاك من عامه الثاني والثلاثين.

وفي الوقت الذي غادر فيه نجوم بارزون بسبب هذا النهج، يأتي قرار النادي تجاه كورتوا ليؤكد مكانته الخاصة، إذ سبق أن اضطر سيرجيو راموس إلى الرحيل في 2021 عقب خلاف على مدة التمديد، بعدما أصر على عقد يمتد لعامين مقابل عرض النادي الذي لم يتجاوز 12 شهرًا، ما دفعه للانتقال إلى باريس سان جيرمان.

الوضع ذاته تكرر مع توني كروس ولوكا مودريتش، إذ أصر مسؤولو النادي على مراجعة عقودهما سنويًا منذ لحظة تجاوزهِما حاجز الثلاثين، قبل أن يُعلن كروس اعتزاله في 2024، بينما يستعد مودريتش هذا الصيف للانتقال إلى ميلان الإيطالي، بعد نهاية رحلته الطويلة في العاصمة الإسبانية.

ويبدو أن قرار التجديد مع كورتوا لا يستند إلى عامل الزمن فقط، بل يعكس أيضًا الثقة الكاملة في جاهزيته الفنية، رغم تعرضه في الموسم الأخير لإصابتين طويلتين، إذ انضم إلى ريال مدريد في 2018 قادمًا من تشيلسي، وخاض بقميص الفريق 282 مباراة، ونجح في التتويج بـ14 لقبًا، شملت ثلاث بطولات دوري إسباني، ولقبين في دوري أبطال أوروبا، إلى جانب بطولات أخرى محلية وقارية.

التوجه نحو التمديد المبكر للحارس البلجيكي يضع حدًا واضحًا للتساؤلات بشأن مصيره، ويعكس بوضوح حجم التأثير الذي أحدثه في حراسة مرمى الفريق، كما يؤكد أن ريال مدريد لم يعد ينظر إلى الأرقام فقط، بل يقدّر الموثوقية والخبرة التي يصعب تعويضها في هذا المركز الحساس.

زر الذهاب إلى الأعلى