البطولات العالمية

صدام الأحلام بين فليك وأنشيلوتي.. معركة أخيرة على كأس الملك

في مشهد يترقبه عشاق الكرة حول العالم، تترقب الجماهير موقعة كبرى تجمع برشلونة بقيادة فليك مع ريال مدريد بقيادة أنشيلوتي في نهائي كأس ملك إسبانيا، مواجهة تتجاوز حدود التتويج لتصبح صراعًا استثنائيًا بين مدربين يتمتعان بثقل فني وشخصي كبير في ملاعب أوروبا.

التصريحات الأخيرة من المدرب الألماني هانز فليك لم تمر مرور الكرام، إذ حرص على الإشادة بمكانة الإيطالي كارلو أنشيلوتي رغم التنافس الحاد بين الفريقين، وعبّر عن امتعاضه من الانتقادات التي تطال المدرب المخضرم، مشددًا على أن ما حققه أنشيلوتي على مدار مسيرته يكفي للدفاع عنه دون الحاجة لأي تبرير.

ورغم تفوق فليك على أنشيلوتي تكتيكيًا في المباراتين السابقتين، سواء في مواجهة الدوري التي انتهت برباعية على ملعب برنابيو أو في السوبر الإسباني بجدة الذي حسمه برشلونة بخماسية، إلا أن فليك لم يتحدث من منطلق الغرور، بل قدم نفسه كخصم محترم يقدّر قيمة أنشيلوتي ويرى فيه أحد أبرز أعمدة اللعبة.

بداية فليك مع برشلونة لم تكن خالية من الشكوك، خصوصًا مع اختلاف منهجه عن النمط الكلاسيكي المعروف للفريق الكتالوني، لكن المدرب الألماني نجح في صناعة فريق لا يُستهان به، وأعاد البريق الهجومي إلى صفوف برشلونة مسجلًا أرقامًا تهديفية مرتفعة تضعه بين الأفضل في تاريخ النادي.

في المقابل، تبدو هذه المواجهة بمثابة الوداع الأخير لأنشيلوتي مع ريال مدريد، حيث تشير التوقعات إلى أنه سيرحل عقب نهاية الموسم، بعد حقبة ثانية ناجحة على صعيد الألقاب، وإن كانت النسخة الحالية من دوري الأبطال قد جاءت مخيبة للآمال بخروج الفريق من ربع النهائي لأول مرة منذ سنوات.

ورغم صعوبة الموقف، لا يبدو أنشيلوتي مستعدًا لإنزال الراية، بل يرى في هذه المباراة فرصة لاستعادة الهيبة وقلب الطاولة في الأمتار الأخيرة من الموسم، ويعتبر الفوز بكأس الملك أملًا حقيقيًا لإنعاش الحظوظ المحلية وانتزاع لقب الليغا من غريمه الأزلي.

الفوز السابق الذي حققه برشلونة بقيادة فليك على ريال مدريد في سانتياغو برنابيو لم يكن مجرد انتصار عادي، بل كان نتيجة لتخطيط محكم اعتمد فيه فليك على مصيدة التسلل المرتفعة، مما أربك تحركات مهاجمي الميرينغي، في حين جاء الحسم في الشوط الثاني عبر هجمات مرتدة واستغلال مثالي للمساحات.

ورغم محاولة أنشيلوتي تدارك الأخطاء في السوبر الإسباني، إلا أن التشكيلة غير المتوازنة والأداء الفردي المرتبك كلف الفريق لقبًا جديدًا، وعمّق جراح جمهور الريال الذي بات يخشى تكرار سيناريو سنوات النسيان.

على مستوى التتويج في بطولات الكؤوس، يملك أنشيلوتي سجلًا أكثر ثراءً سواء كلاعب أو مدرب، بينما لا يزال فليك في طور بناء تاريخه في هذا النوع من البطولات، ما يمنح النهائي المقبل بُعدًا إضافيًا لصراع الألقاب والأرقام.

هكذا تتجه الأنظار إلى نهائي منتظر بكل المقاييس، حيث لا مكان فيه للأخطاء، ولا فرصة للتعويض، فقط مجد كروي يُكتب بلغة الإنجازات والدموع والتاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى