الوداد يواجه غرامات ثقيلة في مونديال الأندية وسط استبعاد أي عقوبة إقصائية

تواصل مشاركة الوداد الرياضي في كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليًا على الأراضي الأمريكية، جذب الأنظار ليس فقط من ناحية النتائج الفنية، بل أيضًا بسبب ما أثارته جماهيره من جدل كبير، إذ دخلت تصرفاتهم تحت مجهر الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي باشر فتح ملف انضباطي بشأن تجاوزات شهدتها المدرجات في أول جولتين من البطولة.
مصادر داخلية مطلعة على سير الملف أكدت أن الإجراءات المطروحة في الوقت الحالي تندرج في الإطار التأديبي الاعتيادي، حيث اقتصرت الخطوات الأولى على غرامات مالية وإنذارات رسمية، دون أي مؤشرات على وجود نية لاستبعاد النادي من النسخ القادمة أو فرض إجراءات مشددة تتعلق بحرمانه من جمهوره مستقبلًا.
وتعود خلفية هذه العقوبات إلى استخدام جماهير الوداد للشماريخ والألعاب النارية خلال مواجهتي مانشستر سيتي ويوفنتوس ضمن دور المجموعات، ما اعتُبر انتهاكًا صريحًا للبروتوكولات الأمنية المعتمدة من قبل الجهة المنظمة، خاصة بعد تكرار الواقعة في أكثر من مناسبة.
عقب المباراة الأولى، تلقى النادي المغربي تحذيرًا رسميًا من لجنة الانضباط التابعة لـ”فيفا”، تضمن إشارة واضحة إلى حجم المخالفة، كما تم إبلاغ الإدارة بإمكانية فرض عقوبات مالية مضاعفة في حال استمرار السلوك الجماهيري نفسه خلال بقية المشوار.
يعتمد الاتحاد الدولي في مثل هذه الحالات على آلية دقيقة لتحديد مقدار الغرامات، حيث يفرض غرامة مالية تصل إلى 750 فرنكًا سويسريًا عن كل شمروخ يُشعل داخل المدرجات، مع رفع القيمة تلقائيًا إذا جرى استخدام هذه المواد على أرضية الميدان، وتشير التقديرات إلى أن مجموع الغرامات قد يلامس سقف 200 ألف دولار، بفعل تكرار الانتهاكات.
ولا تتوقف العقوبات عند حد الجماهير، إذ ينتظر الفريق أيضًا غرامة إضافية تصل إلى 40 ألف دولار، تعود إلى كثرة البطاقات التي حصل عليها لاعبوه خلال المواجهات الماضية، ما يرفع المبلغ الإجمالي المتوقع إلى نحو 240 ألف دولار، وفق البيانات المبدئية المتداولة داخل لجنة العقوبات.
وفي التاسع من مايو الماضي، صادق مجلس “فيفا” التنفيذي على حزمة لوائح جديدة تتعلق بالسلوكيات الميدانية والجماهيرية في البطولات الدولية، وشدد على أهمية الامتثال الكامل للمعايير الأمنية، معتبرًا استخدام الألعاب النارية تهديدًا مباشرًا لسلامة الجميع، ومخالفًا لأجواء الروح الرياضية التي تنظم تحتها مثل هذه المنافسات.
وفي ظل هذه المعطيات، تؤكد المعطيات الواردة من داخل الاتحاد الدولي أن وضع الوداد لا يخرج عن سياق ما يتم تطبيقه عادة مع الأندية التي تخالف التعليمات التنظيمية، ولا توجد نية في الوقت الراهن لإبعاده عن المشاركة مستقبلاً، ما لم تتكرر التجاوزات في الجولات المقبلة أو يتصاعد حجم المخالفات بطريقة تستدعي تدخلًا تصعيديًا.