قصة الرقم 10 في برشلونة.. القميص الأسطوري إلى الموهبة الصاعدة لامين يامال

سلّم نادي برشلونة القميص رقم 10 إلى جناحه الشاب لامين يامال، في خطوة ترمز إلى رهان واضح من الإدارة على موهبة اللاعب الواعد، الذي بات يشكل حجر الأساس في المشروع الكروي الجديد داخل “كامب نو”، بعد سنوات من الفراغ الرمزي الذي خلفه رحيل ميسي وتراجع أنسو فاتي بسبب الإصابات.
احتفظ برشلونة بالرقم الأيقوني لفترة طويلة، بعدما أصبح حمله يشكّل مسؤولية تتجاوز حدود الأداء، فالمهاجمون الذين ارتدوه تاريخيًا ساهموا في صناعة هوية النادي، وبات الرقم مرتبطًا بأسماء حفرت مكانها في الذاكرة الجماعية لجماهير البلوغرانا، سواء في الحقبة الحديثة أو عبر العقود الماضية.
لامين يامال، صاحب الـ17 عامًا، يفتتح فصلًا جديدًا من القصة، بعد أن استهلك فاتي فرصته في تثبيت نفسه خليفة للرقم الشهير، إذ لم ينجح في ترك البصمة المطلوبة بسبب الغيابات المتكررة، ليفتح الباب أمام نجم الجيل الجديد، الذي لم يتأخر في نيل ثقة الجهاز الفني والجماهير بفضل مستوياته المميزة منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول.
مرّ الرقم 10 عبر مسيرة برشلونة بأسماء صنعت مجد الفريق في مراحل مختلفة، بداية من دييغو مارادونا وغاري لينيكر، مرورًا بمايكل لاودروب وبيب غوارديولا، ووصولًا إلى روماريو، ريفالدو، رونالدينيو، ثم ليونيل ميسي الذي هيمن عليه لأكثر من 15 عامًا، محققًا خلال تلك الفترة أرقامًا غير مسبوقة من حيث التهديف والألقاب.
وساهم تألق يامال المبكر في دفع إدارة النادي نحو تمديد عقده حتى صيف عام 2031، مع فرض بند جزائي ضخم وصلت قيمته إلى مليار يورو، في محاولة لإغلاق الباب أمام الأندية المهتمة بخطف اللاعب، وضمان استمراره على المدى الطويل كجزء من الرؤية الفنية الجديدة للفريق الكتالوني.
ظهر يامال للمرة الأولى مع الفريق الأول وهو في الخامسة عشرة من عمره، تحت إشراف المدرب تشافي هيرنانديز، وتمكن منذ ذلك الحين من المشاركة في 106 مباريات رسمية، سجّل خلالها 25 هدفًا، وقدم 34 تمريرة حاسمة، ليصبح من أكثر اللاعبين إسهامًا على مستوى الخط الهجومي في سنه.
لم تقتصر إنجازات اللاعب على المستوى المحلي، إذ شارك في قيادة منتخب إسبانيا إلى لقب بطولة أمم أوروبا 2024، في إنجاز عزّز من قيمته الفنية على الساحة الدولية، ودعم مكانته كأحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة العالمية، بينما يستعد الآن لتولي مهمة قيادة الرقم 10 في واحد من أكبر أندية العالم.
بهذه الخطوة، يُعلن برشلونة بداية عهد جديد، يسلم فيه الراية للاعب لم يتجاوز عامه السابع عشر، لكنه أثبت بوضوح أن مستقبله قد لا يقل بريقًا عن أولئك الذين صنعوا مجد الرقم من قبله.